“سينما الهامش وإحياء الذاكرة المحلية” هو العنوان الذي إختارته إدارة ملتقى سينما الهامش في دورته السادسة كشعار الدورة ، المزمع تنظيمها أيام 07/08/09 أبريل 2018 بجرسيف ، وهو أيضا عنوان لندوة الملتقى التي سيتذخل فيها أساتذه باحتون في مجال السينما ونقاد سينمائيين كالناقد فريد بوجيدة و الباحت محمد ميتري ومحمد الضايع ، كما سيقوم بتنشيط الندوة الصحفي عزيز باكوش .
وفيما يلي أرضية الندوة : تعتبر السينما ملتقى للعديد من الفنون الإبداعية مثل الأدب والموسيقى ا ولمسرح، لذا فقد شكلت حالة إبداعية متفردة حُبلى بالإمكانات؛ وهذا ما جعل علاقة السينما بالذاكرة متفردة أيضا.
فالسينما تسجل الذاكرة التاريخية وتوثقها، سواء بشكل قصدي حينما تشتغل على تيمات تاريخية، أو بشكل تلقائي غير قصدي حينما تشكل الذاكرة فضاءً يحتضن الحبكة وي ؤثث الحكي؛ والسينما تنتصر للذاكرة وتقاوم النسيان، إذ تصر على استدعاء الذاكرة التاريخية حينما يعلو صوت الاستبداد الذي يزيف التاريخ، فتتحيز لخيار المقاومة وحفظ الهوية؛ والسينما تعري الزيف، وتكشف المستور، حينما تفضح زيف ادعاءات الذات المهزومة المحبطة، وتفشي أسرار الفشل والهزيمة، التي تخفيها أقنعة الإيديولوجيا البراقة في حالة الذاكرة الجماعية، أو عُقد النفس الواهنة في حالة الذاكرة الفردية؛ والسينما توجه الذاكرة نحو المستقبل، حينما تعيد استدعاء الذاكرة التاريخية وفق منطق نقدي، يسائل الذات وإخلاصها لهويتها التا ريخية، فيرسم أشكال التدخل المأمول مستقبلا، ويحذر من تكرار أخطاء الماضي.
هكذا، فإن علاقة السينما بالذاكرة علاقة متعددة الأوجه: فهي علاقة تسجيل وتوثيق وحفظ، وعلاقة تحد ومقاومة، وعلاقة انتصار للحقيقة وفضح للأكاذيب، وعلاقة نقد واستشراف للمستقبل.
أما حينما نزيد الأمر تحديدا، فنتحدث عن “سينما الهامش وإحياء الذاكرة المحلية” وهذا هو شعار الدورة الحالية للملتقى الوطني لسينما الهامش، وشعار هذه الندوة؛ فإننا نضيف لتلك العلاقة المركبة بين السينما والذاكرة، مساحات إضافية وأدوارا جديدة.